«تحقيقات مُسبقة».. خدمة مجتمعية لضمان زيجات خالية من الأكاذيب في الهند

«تحقيقات مُسبقة».. خدمة مجتمعية لضمان زيجات خالية من الأكاذيب في الهند
المحققة الخاصة أكريتي خاتري

من مكتب بسيط في أحد مراكز التسوق في نيودلهي، تدير بهافنا باليوال وكالة "تيجاس" للتحقيقات الزوجية، التي تقدم خدمات تجسسية تساعد العائلات والشباب على التحقق من ملاءمة الشريك المستقبلي، في ظل تغيّر العادات الاجتماعية وتراجع شعبية الزيجات المدبرة.

ورغم استمرار تقليد اختيار الشركاء عبر العائلات، يزداد عدد الشباب الذين يختارون شركاء حياتهم بناءً على التفاهم المتبادل، ما يدفع العائلات في الهند إلى الاستعانة بمحققين للتأكد من خلفياتهم بحسب تقرير نشرته، الأربعاء، وكالة فرانس برس.

توضح شيلا، وهي أم استعانت بخدمات التحقيق عند إعلان ابنتها رغبتها بالزواج، قائلة: "زواجي كان سيئًا، وعندما قالت ابنتي إنها تعيش علاقة عاطفية أردت أن أدعمها، ولكن ليس من دون إجراء تحقيقات مناسبة".

خدمة مجتمعية

وتكشف باليوال عن حالة اكتشفت فيها أن العريس المحتمل ضخّم دخله، مدعيًا كسب 70,700 دولار سنويًا، بينما كان دخله الفعلي 7,070 دولارًا فقط.

تصف باليوال هذه المهام بأنها "خدمة للمجتمع"، مشيرة إلى أن وكالتها تحقق في ثماني حالات شهريًا، بينما تتعامل وكالة أخرى مع مئات التحقيقات سنويًا، وتشمل التحقيقات التحقق من الخلفيات المالية والاجتماعية وحتى الميول الجنسية للشركاء المحتملين.

وتؤكد المحققة الخاصة أكريتي خاتري أن نحو ربع الحالات في وكالتها تتعلق بتدقيق خلفيات الأزواج المستقبليين.

تغيرات في عادات الزواج

في الماضي، كانت عمليات التحقق تتم عبر أفراد الأسرة أو الكهنة. لكن مع تسارع التحضر وانتشار التكنولوجيا، باتت العائلات تلجأ إلى المحققين، لا سيما مع بروز تطبيقات التعارف والمواعدة، التي تُسرّع من وتيرة العلاقات وتزيد الحاجة للتحقق من مصداقيتها.

يواجه المحققون تحديات عديدة، منها إجراءات الأمن المشددة في المباني الحديثة، إلى جانب العمل في مناطق قانونية رمادية. لكن التكنولوجيا المتطورة تسهل عملهم، حيث يستخدمون أجهزة تسجيل صوت وفيديو مخفية في أدوات الحياة اليومية، بالإضافة إلى تطبيقات تتيح للعملاء تحميل السجلات بسرية تامة.

تقدم تكنولوجي

وترى باليوال أن التقدم التكنولوجي الذي تشهده الهند يزيد الضغوط على العلاقات، لكنها تؤكد أن العلاقات المبنية على الأكاذيب لن تصمد طويلاً، مشددة على أن مهمتها تكشف الحقائق وليس تخريب العلاقات.

في الهند، باتت التحقيقات الزوجية أداة أساسية لكثير من العائلات لضمان شفافية العلاقة ومنع الخداع، مما يعكس التحولات الكبيرة في القيم الاجتماعية في بلد يشهد تغيرات سريعة في عادات الزواج والتقاليد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية